أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - الخـــاتمــــة : حول أحداث منطقة غرداية

أحداث ومحطات

الأربعاء 24 ديسمبر 2014

الخـــاتمــــة : حول أحداث منطقة غرداية

عبدالوهاب بن الشيخ عبدالرحمن بكلي-وزير سابق

وفي شبه خلاصة أولى، لا بدّ لنا من الإشارة إلى أنّ المناوشات والصراعات، والاعتداءات والرشق بالحجارة والأعمال التخريبية، والأحداث المختلفة التي مسّت الممتلكات والدور والمستثمرات الفلاحية بما فيها التجهيزات والحيوانات، وما نتج عن كلّ تلك الأخطاء الفادحة من تهجير لطائفة الميزابيين، ثمّ ما عقب ذلك من ردود فعل وعنف وخسارات مسّت طائفة عرب غرداية من جهة أخرى، كلّ ذلك قد طال أمده حقًّا، على غير العادة، ممّا لم تعرفه أيّة منطقة بما فيها غرداية سابقا، إلى درجة أن ساورت الشكوك عموم المواطنين في نوايا السلطات المسؤولة، وتساءلوا بحق عن الدولة وتواجدها، وفرض قبضتها وصرامتها، ومعاقبة المعتدين جهارا نهارا. فقد صبروا حتّى كاد صبرهم يضعف، رغم ما شاهدوه من محاولات لم تصل لغاياتها المرجوة، وكذا  الوعود التي قطعها مختلف المسؤولين، من وزراء وقادة أمنيون، وعلى رأسهم معالي السيّد الوزير الأوّل. لقد تفاءلوا بالتغيير الذي حصل في نمط قيادة عمليات الأمن، وكذا تبديل السيد الوالي، واستبشروا بالتدابير المتخذة لتعويض مختلف المتضررين، لكن ضعف المتابعة، واستمرار الاستفزازات والمناوشات والتعدي قد زاد من ضجر المواطنين عموما، وأثّر سلبا على حياتهم اليومية، وعلى سير حركة التعليم خاصّة وشلّ الحركات الاقتصادية والتنمية في مجملها.

هذا وإنّ المحيّر حقًّا هو امتداد الأحداث والمناوشات إلى مختلف مدن ميزاب من جهة، وسقوط عديد الشهداء من الضحايا، سواء من لعذيرة أو بريان أو القرارة أو غرداية من الميزابيين كلّ مرة، إلاّ الضحايا الثلاث الذين قتلوا من طرف المصالح الأمنية لمّا أقدمت على ذلك في دفاع شرعي عن أنفسهم لمّا هاجموهم  في مقرهم.

والمحيّر كذلك هو عدم الإفصاح عن طلبات أو رغبات معيّنة، ولو لمن حاول التوسط لإطفاء نار الفتنة، هذه الفتنة التي بقيت لغزا كاملا، إلاّ ما حاول المحللون إدراكه من خلال الكتابات المشاهدة في جدران بعض الأحياء، أو من خلال الشعارات المرفوعة، والنداءات المسموعة هنا وهناك لدى الهجومات المتكررة على مختلف المواقع، حتّى لكأنّ المتتبع يخال له أنّه في صراع يشبه الصراع الذي يدور بين الفلسطينيين وأعدائهم، وهذا هو أوج الفتنة التي سعى ودعا إليها المغرضون.

ولكم وددت تكرار بعض الانطباعات والإشارات التي أوردتها خلال المقالات السابقة لما تعرضت إلى هذه الأفكار الهدامة، والدعايات المسمومة، لكن أملي أن يكون القارئ الكريم قد تعرّف عليها في معرض الحديث وقراءة المقالات السابقة، وإنّها لتنبيهات ولفت نظر وتحذير ممّا يحدق بالمنطقة من فتن ونسف للاستقرار والأمن اللذين تنعم بهما.

ويبقى التحذير من الأخطار الوخيمة لكلّ هذه الأخطاء وما ينجر عنها من مآسي، ومن تكرارها الغير المألوف ثمّ  الحث على التصدي لها، عملا حضاريا يجب على كافة أبناء المنطقة، بل وعلى كافّة أبناء الجزائر أن يقوموا به حقّ القيام، فيعتبرونه واجبا شرعيا وعينيا، حتّى يجنّبوا الوطن الغالي ويلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، فيبعدوا عنه ما تسومه شعوب عربية وإسلامية من تفرقة وفوضى وانفلات أمني وانحطاط، وهي التي تحتوي على كلّ الخيرات الطبيعية والبشرية الكفيلة لها بتحقيق مستقبل زاهر ومستقر لكافة أبنائها.

هذا والأمل الصادق لكلّ المخلصين أن تنتهي المأساة التي طالت حقًّا، قرابة السنة، وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، ويستفيق الجميع من هذه الغفلة التي جرّتنا إلى هذه الفتنة العمياء، والغريبة عن أهل هـذه المنطقة العزيزة على أهلها وعلى الجزائر كافة، وما ذلك على همم الجزائريين ببعيد، ولا صعب التحقيق إذا تظافرت المجهودات وخلصت النوايا.

 

العطـف يوم:  فاتح  أكتوبر  2014م.

 

 

  

الخــــلاصة 

بعض الأفكـــار الرئيسية والهامّـــة

التي وردت في الكتيّب

 

- تعدّدت الأحداث وتنوّعت وتعقّدت الأوضاع وتشعّبت، فلا يكاد المتتبّع لها أن يستـبين.

- هذا وقد يلاحظ القارئ الكريم شبه تكرار، فالأمر مقصود نظرا لأهميته. والحقيقة كلّ الحقيقة لمّا ندرس بتمعن وعمق نظر، نرى أنّ هذه القلاقل التي نسبت إلى أبناء الجنوب ليست إلاّ لطبقات جشعة حاولت أن تستغل تعاسة أهل الجنوب وبساطتهم وعفويتهم إن لم نقل سذاجتهم.

- وأمام هذا الوضع أصبح أصحاب المتاجرة بالأسلحة والمخدرات والتبغ وتهريب السلع الغذائية والوقود، وكلّ هؤلاء الذين كانوا ينشطون في هذه الميادين المختلفة أصبحوا أمام أبواب موصدة، فصاروا كلّهم في وضعية حرجة، ولم يجدوا بدًّا لفكّ حصارهم من تحريك ما يدعى بأبناء الجنوب الذين كانوا يتّخذون كمطية لتوزيع مقتنياتهم من المخدرات ومن السجائر ومختلف سلع التهريب.

- وبالتالي لمّا وجد هؤلاء المتاجرون بالمخدرات والتبغ والأسلحة والمواد الغذائية والوقود كلّ الأبواب موصدة من الجهة الشرقية للجزائر، حرّكوا الشباب كما أشرنا من جهة واستغلوا الحدود الغربية من جهة أخرى.

- فالثورات كما يعرف الدارسون يدبّر ويخطط لها العباقرة، وينفذها المجاهدون الأبطال، ويستغلها الانتهازيون. وكثيرا ما وقعت نتائج هذه الثورات بين أيدي خبيثة لا تستحق كلّ هذه الخيرات فتمتعت بها.

- فإنّنا نسجل أنّ من عيوب الطريقة المعتمدة إرجاعها لكلّ مواطن إلى ولايته ومقر مولده، في حين أنّ الجهاد أو النضال كان أحرى أن يعترف لكلّ من قام به في الجهة أو الولاية أو المنطقة  التي ساهم فيها، ذلك لأنّه معروف هناك حقًّا، وعلى صلة بمن ساهم معه في الجهاد أو النضال.

- لقد كان من بين الأهداف المتوخاة كما أسلفنا السيطرة على هياكل الحزب ومن ثمّ التحكم في الترشيحات لمختلف المجالس والهيئات. وكلّ عنصر حيوي، له مقدرة وجرأة على منافسة المسؤولين آنذاك وبخاصّة في الحزب، كان مصيره الإقصاء تحت أيّ ذريعة ولأتفه الأعذار.

- وإلى جانب ذلك يجب أن نذكر أنّ اختيار هذه القائمة للتجمع الثقافي الديمقراطي في بريان أو القائمة المنسوبة لجبهة القوى الاشتراكية لم يكن أبدا عن قناعة ولكنّه كتحدي لقائمة جبهة التحرير الوطني وليس لجبهة التحرير كحزب تاريخي.

- وفي الخلاصة يمكن أن نقول إنّ هناك عناصر خارجة عن بريان أو عن الولاية قد تدخلوا، وحاولوا استدامة عدم الأمن وزرع الفتنة واستغلال الأوضاع مع ما في هذه التصرفات من تطرف ديني صادر من طرف السلفيين أو تطرف لغوي كان كرد فعل صادر من الأمازيغ كذلك.

- والحقّ إنّه لا أسهل لإشعال نار الفتنة وانتشارها من التوظيف الخبيث لهذه المكونات الأساسية للهوية الوطنية في الجزائر. ثمّ إنّ الرواسب والأضغان التي تستمر خفية في النفوس لتفعل فعلتها على مرّ الأيام، وقد تتفجر بعد مدّة.

- وللأمانة نذكر أنّنا ولو كنا ننتمي إلى مذهب لكنّنا لم نكن نعرف أبدا الفروق البعيدة بين المذهب المالكي والإباضي بدقة ما دامت تتعلق بالأمور الغيبية. فآباؤنا رحمهم الله من هذه الطائفة أو تلك لم يكونوا يركزون على الاختلاف بقدر ما كانوا يركزون على التقارب والتعايش والحمد لله. هذا ما عهدناه وعرفناه.

- لقد كانت فتنة عمياء حقًّا إذ هاجر الإخوة المتساكنون جبهة التحرير ليحشروا أنفسهم بقوّة في الحزب المحظور، كما كانت الرياح تجري به آنذاك، لكن النتائج خيّبت آمالهم.

- إنّ كلّ هذه التغييرات تؤكد مرّة أخرى أنّ التكتل لم يكن وفق القناعات الحزبية، بل للتموقع لهذا الطرف أو ذاك في السلطة المحلية وهذا هو لبّ الصراع.

- إنّ كلّ ما حاولنا ذِكره كمعطيات هو بعض ممّا أثّر كثيرا في تصرفات الشباب بل ودفعهم إلى اعتماد أسلوب العنف في ردود أفعالهم أمام ما اعتبروه احتقارًا مفضوحا. وهو ما ظهر جليا بمناسبة أحداث غرداية الأخيرة.

- وخلاصة القول إنّ أحداث غرداية وما اكتنفها قد أفصحت عن اختلالات متعدّدة.

- وفي الختام يجب أن تستقطب أحداث غرداية أنظار مختلف الجهات الرسمية منها والشعبية لتحليل دقيق لها، يأخذ بعين الاعتبار كلّ المعطيات لاستشراف الغد بكلّ ما يمكن أن ينطوي عليه، حتّى تخف وطأة الأحداث المستقبلية إذا لم يمكن التغلب عليها، والسيطرة على كافة أسباب وقوعها، ومنع استغلالها، ذلك أنّ منطقة غرداية بخصوصيتها لهجة ومذهبا والجزائر عامّة مستهدفة.

- وفي آخر المقال رأيت من الواجب إلفات النظر إلى ما اعتبرت وأعتقد أنّه خطر محدق بالجزائر عموما، وبالمنطقة خاصّة نظرا لخصوصيتها لهجة ومذهبا، وذلك بالتكفل بمثل هذه الأوضاع الخاصّة والحسّاسة حتّى لا يتخذ أنبل مكونات الهوية الوطنية وهو الدين الإسلامي مفجرا للأوضاع الهادئة، في حين أنّه كان عبر السنين الإسمنت الذي رصّ صفوف الشعب الجزائري، إذ لم يكن لمختلف المذاهب الدينية أيّ صراع يذكر والحمد لله، بل على العكس عرف تعايشها كلّ الازدهار، ولعل أنصع نموذج عرفه تاريخ الجزائر كان الدولة الرستمية.

- إلاّ أنّ التعايش والاشتراك بينهم كان قويا، سواء في الفلاحة أو تربية المواشي أو التجارة، كما كان للرضاعة بينهم دور إيجابي خاصّة في الماضي، فتوطدت العلاقات بينهم وساد الوئام، ونعموا بحسن الجوار منذ سالف الأزمان.

- هذا ومن العوامل التي عمّقت هذا الشرخ ما أتت به النظريات المتطرفة مع اتساع الدعوة الإسلامية وبروز الأفكار السلفية التي رجعت إلى نبش الماضي الدفين، والذي طوي بفضل الوعي الوطني والتلاحم الذي تدعم إبّان الثورة.

 

- لكن إثارة هذه النعرة من جديد باسم النظريات السلفية التي بدأت تترسخ في الجزائر، وتنعت الإباضية بالخوارج، مع كلّ ما ينسب إليهم بهتانا وزورا، هو ممّا يعدّ نفخ في الرماد الذي يغطي الجمر.

- فحري بالجميع إذن أن يتفطنوا لمثل هذه المكائد وأن يتصدّوا مجتمعين متراصين لإحباطها والمقاومة سلميا لإفشالها والضرب بصرامة علي يد كلّ المخربين للوطن والعابثين بقيمه والمستغلين لها لبلوغ أهدافهم الخسيسة.

- ولعلّ ما زاد في إحباطهم هو ما لمسوه حتّى من تجاهل قرار جريء لفخامة السيّد رئيس الجمهورية لدى زيارته لولاية غرداية وإعلانه أمام الملإ عن تسمية الجامعة باسم العلامة الجليل
وقطب الأئمة المرحوم الشيخ أطفيش محمّد بن يوسف.

- فالمخدرات قد انتشرت مع الأسف بشكل مهول ومسّت مختلف الطبقات، وأضحى تعاطيها ملجأ لكلّ من يشتكي من أيّ مشكل أو بدونه.

- ومن المهمّ أيضا فتح تحقيقات لفضح المتسبّبين في كلّ هذه الفوضـى، حتّى لا يتساوى الظالم والمظلوم المتضرر كما سبق وأن وقع ذلك.

 - وبالمناسبة حبّذا لو رجع تنظيم التعليم العالي إلى فكرة الجامعة حسب التخصّصات، واعتماد أقطاب جامعية ولو تعدّدت، تجسد حقًّا معنى الجامعة.

- وبهذا التوجه نبطل فكرة جامعة الدوار فنقضي على الانغلاق والتقوقع اللذان يقويان العنصرية، ويغذيان الكراهية التي تعتبر الطامة الكبرى لمّا تتجذر حتّى في أوساط المثقفين.

- حقًّا إنّ هذا لممّا يؤسف له في بلدة عرف أهلها بالتعايش السلمي منذ زمان، وكانت مضرب الأمثال في النشاط والعمل الجدّي في وئام وانسجام.

- وخلاصة القول إنّ صدمة الوقائع وفداحة الأحداث قد هزّت عديد المشاعر رغم اختلاف مشاربها ومقاصدها، لما لهذه المنطقة المعروفة بهدوئها وخصال أهلها من سمعة طيّبة معروفة لدى القاصي والداني منذ أمد بعيد.

- لكن ما هو أليم حقًّا هو استمرار أعمال العنف والشغب هنا وهناك رغم الوجود المكثف لقوات الأمن في مختلف نواحي البلدية مع بناء هياكل جديدة لها للتمركز.

- فالمذهب الإباضي مثلا، هو لا يعدو أن يكون كالمذهب المالكي أو الحنفي مدارس فقهية، واجتهادات لعلماء أجلاء فقط.

- والخطير في الأمر هو ذلكم الاعتقاد الزائف السائد وهو أنّ الخوارج ممّن يحل دمه وعرضه وماله، فأضحى ذلك مطية لخبثاء النفوس للنيل من إخوانهم الإباضية تحت هذه الذريعة والنظرية المغرضة والمنحرفة.

- ولعلّ من الأخطاء التي لم تصحح بعد بقوّة ووضوح، من طرف قيادة البلاد هي عدم الاعتراف بالمذهب الإباضي رسميا، كمذهب جزائري إلى جانب المذهب المالكي، شأنه شأن المذهب الحنفي، للبت نهائيا في موضوع المذاهب في الجزائر، ما دام لا أحد ينازع الأغلبية المطلقة للمذهب المالكي.

- إنّ ما سبق ذِكره لممّا قد يفسر لكنّه لا يبرّر كلّ ما صدر في مختلف الأحداث التي عرفتها مدن المنطقة إذ لا يجب زج أيّة منطقة ما أو مجموعة بأكملها في خانة واحدة، لأنّ النضال والكفاح يجب أن ينسب لكلّ قائم به كجزائري بقطع النظر عن انتمائه العرقي أو الجغرافي أو العقدي.

- إنّ كلّ هذه الإسهامات لم تكن تذكر منسوبة إلى طائفة الميزابيين بقدر ما اعتبرت لجزائريين غيورين على وطنهم وكفاهم  بذلك فخرا، ولو لم يعرفه الكثير بله يعترف به المنكرون، لكنّه التاريخ وإن لم يكتب بعد بإنصاف ووضوح، فسيأتي يوم يزاح عنه ستار الإهمال والنكران.

- هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن نذكر أنّ العمل الثوري أساسه السرية والإخلاص لله وللوطن.

- من الأدلة القاطعة ما عرف عن  مناضلين كان لهم فضل الجهاد مع إخوان مرموقين، وشرف الاستشهاد في أماكن مختلفة من التراب الوطني.

- إنّ الأوضاع لا تزال تراوح مكانها، وإن عرفت من حين لآخر شبه هدنة أو تدخل لذلك الطرف أو لآخر. فالجمر لا يزال مغطى برماد وهو لم ينطفئ تماما.

- وإلى جانب هذه الأسئلة هناك أخرى مثل: أين قوّة القانون، أين رهبة السلطة، أين صرامة القضاء، وبصفة مجملة أين الدولة؟ كما يقول المواطنون.

- إنّ الغموض الذي اكتنف هذا الجانب هو الذي كان يسترعي اهتمام كلّ من شهد الخراب الذي طال المدينة دون تمييـز، وبالمناسبة يجب على كافة الأطـراف محاربة بث الشحناء والبغضاء بيننا، ونبذ الحث على العنف اللفظي أو الجسدي أو غيرهما.

- وبصفة عامّة لا بدّ على الجميع التفطن خاصّة إلى ما يتربص بنا، حتّى لا نقع في وضعية حرجة، تثير الشفقة بعد أن كنا في غرداية أو في عموم الجزائر مضرب الأمثال في التعايش والانضباط والخلق الرفيع الذي قد حسدنا عليه حقًّا.

- كلّ ذلك قد طال أمده حقًّا، على غير العادة، ممّا لم تعرفه أيّة منطقة بما فيها غرداية سابقا، إلى درجة أن ساورت الشكوك عموم المواطنين في نوايا السلطات المسؤولة، وتساءلوا بحقّ عن الدولة وتواجدها، وفرض قبضتها وصرامتها، ومعاقبة المعتدين جهارا نهارا. فقد صبروا حتّى كاد صبرهم يضعف، رغم ما شاهدوه من محاولات لم تصل لغاياتها المرجوة.

- هذا وإنّ المحيّر حقّا هو امتداد الأحداث والمناوشات إلى مختلف مدن ميزاب من جهة، وسقوط عديد الشهداء من الضحايا.

- والمحيّر كذلك هو عدم الإفصاح عن طلبات أو رغبات معيّنة، ولو لمن حاول التوسط لإطفاء نار الفتنة، هذه الفتنة التي بقيت لغزا كاملا.

- وإنّها لتنبيهات ولفت نظر وتحذير ممّا يحدق بالمنطقة من فتن ونسف للاستقرار والأمن اللذين تنعم بهما.

- ويبقى التحذير من الأخطار الوخيمة لكلّ هذه الأخطاء وما ينجر عنها من مآسي، ومن تكرارها الغير المألوف.

- هذا والأمل الصادق لكلّ المخلصين أن تنتهي المأساة التي طالت حقًّا، قرابة السنة، وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، ويستفيق الجميع من هذه الغفلة التي جرّتنا إلى هذه الفتنة العمياء.

 

 فهرس المقالات :

- مقدمة

- حول بعض الأوضاع المحلية

- حول أحـــداث غردايـــة

- حــــول فتنة بريـان

- حول فوضـــى القـــرارة

- حول أحداث غـــرداية الأخيرة

- الخـــاتمــــة

- الخلاصة: بعض الأفكار الرئيسية والهامّة التي وردت في الكتيّب

 

إضافة تعليق