أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - وسائط إعلامية - مقالات مكتوبة - نشر القيم والمعاني الروحية للقرآن الكريم

مقالات مكتوبة

الجمعة 24 جانفي 2014

نشر القيم والمعاني الروحية للقرآن الكريم

عبد الحكيم ڤماز

 الدكتور إبراهيم بحاز

التّربية تضمَن الاستمرار للمجتمع المحمّدي مذهبًا وسلوكًا

 نبَّه الدكتور إبراهيم بحاز، أستاذ بجامعة غرداية، في مداخلته حول ”القيم القرآنية في المجتمع المزابي (العزابة نموذجًا)”، إلى أنّ الحديث عن حلقة العَزَّابَة في المجتمع الإباضي وفي المجتمع المزابي الجزائري بخاصة ”إنّما يكون حديثًا عن القرآن تلاوة وترتيلا وتعليمًا وتلقينًا وتحفيظًا، وحديثًا عن القرآن قِيَمًا وعبادة ومجتمعًا وثقافة واقتصادًا”.

وتطرّق الدكتور بحاز في مداخلته للتّعريف بحلقة العَزابَة الّتي تأسّست العام 409هـ/1018م على يد المفكر أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسُطائي النفوسي (ت: 440هـ/1049م) في بلدة اعمر بدائرة تڤرت في ولاية وادي سوف الّتي كانت مع وادي ريغ (منطقة تڤرت) الآهلة بالإباضية في تلك الأزمنة من القرن الخامس الهجري وما يليه.

وأوضح الأستاذ في جامعة غرداية بأنّ لمجلس العزابة دورا مهمّا في التّعليم القرآني، مشيرًا إلى أنّ ”تربية النّشء والعناية بتحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم اللّغة العربية والشّريعة الإسلامية، كانت المهمّة الوحيدة الّتي كانت الحَلقة قد أنشئت من أجلها”، باعتبار أنّ علماء المذهب الإباضي وشيوخه يرون أنّ ”التربية هي أهم الوسائل الّتي تنشئ الأجيال المسلمة عقيدة وعملاً، وهي من الطّرق البليغة الّتي تضمَن الاستمرار للمجتمع المحمّدي مذهبًا وسلوكًا”.

ثمّ عرج المتحدث على مهام حلقة العَزابة [الشيخ أو حافظ للقرآن الكريم] الّتي تتجاوز مهام مدير مدرسة ابتدائية أو متوسطة اليوم، بل يماثل مهام العُرَفاء بمختلف تخصّصاتهم، متطرّقًا إلى أنواع الطّلاب في المدرسة، حيث يُصنَّفون عادة إلى ثلاث مجموعات، ثمّ تطرّق إلى سير الحياة اليومية في الحلقة ”يبدأ فيه آمرو ومأمورو العزابة يومهم في الثلث الأخير من اللّيل أو ربعه الأخير لتأدية الاستفتاح، فيتوضأون ويأخذون في تلاوة القرآن مع الشيخ أو فُرادى حتّى أذان الفجر، فيسيرون جميعًا إلى المسجد لأداء صلاتي الفجر والصُّبح ويعودون إلى مدرستهم لتناول طعام الفطور ثمّ يبدأون دروسهم اليومية المعتادة حسب تصنيفهم وبرنامجهم”، ثمّ يستمرّون في الدراسة إلى غاية الختمة النّهائية بعد صلاة العشاء، حيث يقوم أحد التلاميذ بتلاوة شيء من القرآن الكريم، ثمّ يدعو دعاء الختمة المعتاد، وبعد ذلك يقوم أحد الطلبة بإلقاء كلمة وعظية إرشادية ثمّ يستغفرون ويدعون ثانية فينصرفون إلى النّوم.

وأشار إلى أنّه ”في الوقت الحاضر تقوم ما يُعرف بالمحاضر” وهي مدارس قرآنية تعدّ بالعشرات في قصور وادي مزاب وكذا المعاهد العليا مثل معهد الحياة بالڤرارة ومعهد عمّي سعيد بغرداية ومعهد الإصلاح بغرداية ودار القرآن التابعة لمؤسسة عمّي سعيد بغرداية كذلك ”بمهمّة تحفيظ كتاب الله، فضلاً عن الدراسات المرتبطة بالقرآن”، مؤكّدًا أنّه في العام الدراسي 2011ـ 2012م ”استظهر 128 مستظهرً منهم 53 فتاة، ومثل ذلك في معهد الإصلاح ومعهد عمّي سعيد”.

وأكّد الدكتور إبراهيم بحاز أنّ حلقة العزابة ”عملت على صياغة الشّخصية المزابية وهم جزء من المجتمع الجزائري الكبير”، مشيرًا إلى أنّ ”القصد بالشّخصية المزابية كلّ المتجاورين عربًا ومزابيين في منطقة غرداية الّذين حظوا بولوج هذه المؤسسات الحديثة والتخرّج فيها والانضباط بنظامها”، موضّحًا بأنّ ”الدراسة لاتزال مفتوحة للجميع منذ أن فتحت أوّل مدرسة في وادي مزاب وهي مدرسة الإصلاح بغرداية، ومعهد الحياة بالڤرارة عام 1925م”.

الرابط: http://www.elkhabar.com/ar/islamiyat/381883.html


المصدر : جريدة الخبر

إضافة تعليق