أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - لماذا قلب الحقائق؟ من البادي؟ ومن الأظلم؟

أحداث ومحطات

الخميس 26 جوان 2014

لماذا قلب الحقائق؟ من البادي؟ ومن الأظلم؟

لقد اتهم المزابيون بأنهم هم المعتدون في أحداث غرداية التي اندلعت منذ شهر ديسمبر2013 وهم برآء من ذلك تماما ولكن الدعاية والإشاعة تعملان عملهما، وهناك من يستعمل وسائل الإعلام لذلك كذبا وزورا أو استجابة لعصبيته دون علم للحقيقة، ومن تتبع الواقع  لم تخف عليه الحقيقة وقد عاد نفس السيناريو هذه الآونة الأخيرة، ولعل الغرض هو تسوية الطرفين في الجريمة تهربا من معاقبة المتسببين الحقيقيين. لكن لماذا؟ ولفائدة من؟؟؟

       وإليك أخي الجزائريالحر الواعي الأدلة القطعية على من بدأ العدوان وذلك بعرض تسلسل الحوادث خاصة قبل تطورها إلى الصراع الذي أدَّى إلى اتهام الطرف الآخر. فبالرجوع إلى ما نشره الإعلام لِـما حدث منذ يوم 17 ديسمبر 2013م، تُكتشَفُ الحقيقة: فمثلا جريدة الشروق تذكر: "  تجمع العشرات من شباب أحياء الثنية المخزن والمجاهدين والحاج مسعود ببلدية غرداية بالطرق الرئيسية وسط المدينة مطالبين السلطات الإفراج عن قائمة السكنات" وهذا يوم الثلاثاء 17 ديسمبر. في عدد اليوم اللاحق.علما بأن سكانَ هذه الأحياء غيرُ مزابيين والمتجمِّعون ليسوا مزابيين ولا علاقة لهم بالتجمع.

وتذكر الشروق:" مشادات مجموعة من الشباب مع الأمن رافضين نقط المراقبة الأمنية التي فرضتها مصالح الأمن في عدة نقط "وذلك يوم 22 ديسمبر". في عدد اليوم اللاحق . طبعا في نفس الأحياء، ولا علاقة للمزابيين في ذلك.

       وتُعنْوِن الشروق في الصفحة الأولى :" حرق محلاَّت تجارية والملثمون يروِّعون السكان بغرداية فرار جماعي ...والسلطات تتفرج". وذلك يوم 25 ديسمبر و هذه المحلات للمزابيين في حي الثنية المخزن. فمن هم الملثمون يا ترى؟ ومن تعرّض للعدوان؟

       وبعد ذلك أو في نفس اليوم، أَغلق  مرة أخرى مجموعةٌ من شباب حي المجاهدين الطريق الرئيسي  وطالبوا المزابيين بغلق محلاتهم تضامنا معهم وهددوهم وقد حاولوا حرق إحدى المحلات. ومن أراد التأكد من الواقعة ومن تاريخها فليتصِلْ بتجار شارع عيسى عميَّر المعروف بالشارع الغربي .

       وفي يوم 26 ديسمبر هجمت مجموعة كبيرة مدعومة بعناصر من الشرطة على حي "بابا صالح" المزابي بقصر غرداية العتيق، والمهاجمون من جيرانهم من حي المجاهدين . وهجومهم كان عبر المقبرة بعد إحداث فتحة في جدارها من ناحيتهم. ولاشك أن عناصر الشرطة كانت واعية بما تفعل لأنهم دخلوا من فتحة الجدار وباب المقبرة من جهة المزابيين، وأخذوا يرمون قنابل الغاز إلى المدافعين عن حرماتهم، فكانت تسقط على شوارعهم ومنازلهم...

       وفي نفس اليوم وبنفس الطريقة، مجموعات من شباب حي الحاج مسعود، بعد إحداث فتحة في جدار مقبرة "أَمِّي سعيد" أي عمي سعيد" من جهة حيّهم إذ لا يوجد باب من ناحيتهم. دخلوا المقبرة مدعومين بعناصر من الشرطة ليصلوا إلى مشارف الحي المزابي أصحاب المقبرة حي "أحباس أوشور" بعد قطع مسافة لا تقل عن 800 متر وبعد أن عاثوا فسادا في المقبرة،  ومع ذلك كان الشرطة التابعون لدولة القانون في صف المهاجمين يرمون المدافعين عن حيهم بالحجارة وبقنابل الغاز. والفيديوهات التي وُضِعت في شبكة التواصل وغيرها والمؤرخة بنفس اليوم، شاهدٌ لا يكذب ولا يدعي. ارجعوا إليها تروا ما لا تكادون تصدقونه، والسؤال المطروح هل تم توقيف الذين ظهروا على الفيديوهات للكشف على الذين لم تتضح صورهم وللوصول إلى الرؤوس المدبرة ولجعل حل نهائي للأزمة؟ لكن الأزمة تواصلت واشتدت.

هكذا بدأت الأحداث والبادئ أظلم كما يقولون.

       دليل آخر: إن المزابيين لم يعتدوا على المحلات التجارية التي لغيرهم والموجودة في الحي الذي هم الأكثرية فيه :حي السوق القديم "ساحة الاستقلال"و الذى شوهد في بعض وسائل الإعلام إلا بعد أن نُهبت وأُحرقت معظم محلاتهم إن لم نقل كلها في الأحياء التي يسكنها غيرهم وهي أحياء: "الثنية المخزن و"الحاج مسعود" و"المجاهدين" و"ساحة الأندلس" و"بوحديبة حي الراعي" وما جاوره من بابا السعد الغربي وعين لوبو وحي"بوهراوة و"مرماد". وبعض هذه الأحياء فيها محلات تجارية للمزابيين حتى من غير قصر غرداية: من القصور المجاورة كمليكة وبن يزجن  وبنورة والعطف. بعد كل هذا وفي اليوم الموالي لأكبر هجمة شنها سكان حي الثنية على محلات المزابيين وهو يوم 15 مارس جاءت جماعة أكثرهم ملثمون حتى قال شهود عيان لعل بعضهم من خارج المدينة والبعض غير مزابيين لعدم التجاوب معهم عندما يخاطبونهم أحرقوا بعض المحلات وأخرجوا البضائع من بعضها وأحرقوها وهناك من سرق بعضها وكدليل على ما كان يحدث بين الأحياء المتجاورة أنَّ بدْءَ العدوان كان من غير المزابيين حيَّان صغيران لغيرهم محاطان بالمزابيين من كل جانب حي "القرطي" وحي "الحفرة" لو كان المزابيون يبدؤون بالعدوان لبدؤوا بهما لسهولتهما وصغرهما لكنهما بقيا في أمان لشهور بعد بداية الأحداث لا لشيء إلا لأنهما لم يبدآ بالعدوان كغيرهم. هذه والله ثم والله حقائق لا ينكرها  إلا أفاك أثيم.

وهناك حادث آخر له دلالاته كنموذج لأحداث مثله وهو أن صحافيا معروفا ينشر مقالا يصدِّره بالتحريض ضد الإباضية ثم يدعوا المالكية من مختلف الأحياء أن يُصلوا الجمعة في المسجد الموجود بحي"الحفرة"... الجمعة التي توافق 30 ماي والحي هو الذي أشرنا إليه سابقا. فهل من مبرر لهذا الحشد غير إثارة الفتنة؟ لأن الحي داخل قصر غرداية محاط من كل جانب بأحياء المزابيين وقريبا منه عدة مساجد للمزابيين وصلاة الجمعة ُتصلى في المساجد كلها في وقت واحد. وقد أدرك مسؤول  الأمن خطورة الوضع إن لم أقل غرض الصحفي فكثف الأمن حوالي المسجد والطرق المؤدية إليه، لا ندري لحماية الوافدين أم لمنع التصادم. وقد وفدت جموع غفيرة لم يَسعْها المسجد وكان كثير منهم حاملين لحقائب الظهر، ماذا فيها؟؟لِـمَ لَمْ يتعرَّضوا لأي تفتيش؟ ولو سئل رجال الأمن عن ذلك  لأجابوا: لمْ تُعط لنا الأوامر. الجواب المتكرر كلما لم يتدخلوا إذا استدعى وضع تدخلهم الفوري. و كان المفترض أن ُيمنع المصلون من الانتقال من حيهم، ففي كل الأحياء توجد مساجد. وللعلم فإن المزابيين اتخذوا احتياطات بالنسبة للمسجديْن الأقربيْن من مسجد الحفرة فلم تقم صلاة الجمعة في أحدهما ولم يخطب الإمام خطبته التي أعدها، إنما اكتفى ببعض آيات ليخرج المصلون مبكرا وتخلو منهم الشوارع قبل خروج الوافدين إلى مسجد الحفرة. والسؤال المطروح هو: ما دام مسؤولو الأمن قد أدركوا عواقب مقال الصحفي وما يُتوقَّع أن يثيره من شغب وفتنة وقد عُرفت نتائجها، هل سيحاسب هذا الصحفي؟ وهل يُعاقب خاصة و أنه قد سبقت له مقالات أخرى في نفس الاتجاه؟ أم أنه محمّي بقانون حرية الصحافة  وإن أدَّت إلى إزهاق الأرواح؟ ثم ألا يدل هذا الحادث على من يدعو إلى الفتنة وإلى من يستجيب لها؟  

       أخيرا؛ سؤال آخر يطرح  نفسه: لماذا لم يتم البحث عن المسروقات التي كانت بأحجام كبيرة وضخمة في منازل ومحلات الأحياء التي قام سكانها بالنهب والحرق كما تقدم ؟؟؟ ما السبب ؟؟؟ وإلى حد اليوم؟؟؟ إن المظلومين المعتدَى عليهم لن يسكتوا وسيظلون يطالبون برد ممتلكاتهم المنهوبة اليوم وغدا وإلى الأبد... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

تعليقات

أبو عبد الرحمنالأربعاء 02 جويلية 2014 - 17:34

إلى جانب ما ذكر حصلت استفزازات من الشعانبة المقيمين بحي بنطراش الذي يحتوي على المزابيين والشعانبة بمليكة، حيث استقدموا الشعانبةمجموعة من الشباب وأسكنوهم في ديارهم لعدة أيام أمام مرأى رجال الأمن دون مساءلة ولا مراقبة، وتم تنبيه رجال الأمن بذلك لكنهم لم يحركوا ساكنا، فحاولوا اختلاق الفتنة مستغلين انشغال سكان مليكة بالدفاع عن سكناتهم وممتلكاتهم المستباحة بأحياء بوهراوة السفلى والحاج مسعود وبومرافق وغيرها، فكادت تقع الكارثة لولا تدخل العقلاء وإجهاض المؤامرة، لكن سكان الحي من الشعانبة لم يهدأ لهم بال رغم التعهدات والوعود التي وعدوا بها فاستقدموا شبابا مسلحين من أحياء الحاج مسعود والثنية وسيدي اعباز وأعادوا الكرة تحت غطاء جنازة وهمية وصلاة جمعة وتحت حماية رجال الأمن الذين وفروا لهم فرصة حرق السكنات وسرقة الممتلكات وترويع سكان مليكة فكانت الكارثة، رغم أن سكان الحي والبلدة من المزابيين أعطوا الأمن والأمان لهؤلاء المتساكنين منذ الاستقلال لكنهم استغلوا فرصة تواطؤ الأمن فنفذوا مخطط التهجير والحرق والنهب والسلب، ولولا تدخل الدرك حينها لكانت الكارثة أكبر وأعم.

إضافة تعليق