أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - كلمة أمين جماعة الأعيان

أحداث ومحطات

الجمعة 1 أوت 2014

كلمة أمين جماعة الأعيان

قارة عمر بكير

 

*** كلمة أمين جماعة الأعيان ***

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  

 مشايخنا أعضاء حلقات العزابة الموقرين

إخواننا أعضاء هيئاتنا العرفية المبجلين

إخواننا المنتخَبين المحترمين في المجالس: الوطني والولائي والبلدي، رؤساءَ وأعضاءَ حاليين وقدامى،

أيها الحضور الكريم شبابا وكهولا وشيوخا

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

 

هكذا تنقضي الأيامُ المعدودات من شهرِ رمضان، وتحلُّ فرحةُ عيد الفطر على ربوع وادينا وربوع الجزائر عمومًا، فرحةً ليست كسابقاتها في السنين الماضية، فرحةً وإنْ بَدَتْ شِبْه مُشرقةٍ في وجوه أطفالنا، فإنها ليست على ذلك عند الصَّائمين، لما عاشوه في بلديّة غرداية ويعيشونه منذ أكثر من تسعة أشهر مضت، رأوا فيها استهدافَ أبنائهم بالقتل في نهار رمضان، والسرقةَ والتخريبَ والحرقَ في نهاره وليله، هكذا هو عيد غرداية حزينٌ لعام 1435هـ الموافق لـ:2014م، عيد ليس كالأعياد، فهل شعر به عموم الجزائريين في ربوع الجزائر؟؟؟  

 

إنه بمناسبة هذا العيد، لا يَسَعُني باسمي الشخصي وباسم كل أعضاء جماعة الأعيان، إلا أن نتقدم إلى مقاماتكم وأشخاصكم بأخلص التهاني وأصدق الأماني، راجين من المولى عز وجل أن يتقبل منكم ومنا جميعا صيام الشهر الكريم وسائرَ الطاعات، وأن يشملَنا بمغفرته ورحمته وعتقه من النيران، وأن يجعل هذه المناسبة لولايتنا وللجزائر عامةً رحمةً وأُخوّةً ومودةً ووئاما، وإن جُرح عيدنا وخُدش في أول أيامه.

   

هي التهنئة الواجبة في العيد، نزفُّها إليكم والألم يعصر قلوبَنا، لما آلت إليه أوضاعنا في ولايتنا وفي الجزائر من مؤامرة لا يعلم مداها إلا الله. 

   

في هذا اليوم التغافري، لا بد أن نتذكر أبناءنا الشهداء نترحم عليهم نذكر:

  • - عبد الرحماني محمد بن يحي
  • - قبايلي بلحاج بن داود
  • - الحاج سعيد خالد بن عيسى
  • - بابا وإسماعيل عزالدين بن إبراهيم
  • - بهدي بشير بن عيسى
  • - بن الناصر ناصر بن نور الدين 
  • -  الحاج شعبان حسن بن موسى
  • - عوف إليسع بن محمد
  • - أوجانة حسين بن عمر

 

هؤلاء شهداؤنا شهداء المأساة، نترحم عليهم جميعا دون أن ننسى من كان قبلهم منذ عام 1961م، سعينا وأكدنا في مراسلاتنا ومطالبنا وآخرِها إلى رئيس الجمهورية شخصيا استلمها يوم الأحد 27 جويلية 2014م، ألححنا فيها على اعتبار شهدائنا في أزمتنا الأخيرة ضمن شهداء المأساة الوطنية لضمان حقوق ذويهم إن شاء الله.

 

أبناؤنا الأبرياء الموقوفون أيها الحضور الكريم، ظلوا دوما في الاهتمامات الأولى للأعيان، أخرجوا منهم الكثير وواصلوا الاتصالات الماراطونية مع السلطات المحلية والمركزية في شأن الكثير، ولشدة الاهتمام بهذا الملف وأهميته أنشأنا في الأعيان لجنة خاصة لمتابعة ملفهم.

 

المتضررون والكل متضرر بشكل أو بآخر، تعلمون إخواني المتضررين بشكل مباشر في أبدانكم ومساكنكم ومحلاتكم ومزارعكم أن الأعيان عملوا على جمع الإعانات وكلفت بها مجمع العشائر الذي تابع المتضررين إداريا وماديا.

 

ثم إن هذه الأزمةَ  واستمرارَها أنجبت مبادرات طيبة منها جمعية التضامن فوس دي فوس التي باركتها الهيئات العرفية جميعهُا ومختلف فعاليات المجتمع.

 

جرحانا وما أكثرهم، لقد استقبلتم الاعتداءات والمواجهات بأجسامكم وأُصبتم في مختلف أعضائكم، كنتم الدرعَ الواقي لمجتمعنا بارك الله في أنفاسكم، باسمكم نثمن المجهودات الكبيرة التي  بذلتها لجنة الصحة والمسعفين والمرافقين هنا وهناك.

 

أبناءنا الشباب المدافعين، أبناءنا في لجان الأحياء واليقظة كم واجهتم من اعتداء بعون الله وكم رددتم من هجوم غادرٍ، وأنتم لا تزالون عيونَنا ودروعَنا، بكم بعد الله، احتمى المجتمع وبكم لا يزال واقفا يتحدى، وبكم يبقى حيا معطاءً، أوصيكم بأن تبقوا دوما متحضرين، أبناء الحضارة المزابية الألفية التي أبهرت العالَمين.

 

تلامذتنا في المدارس والمتوسطات والثانويات وطلبتنا في الجامعة، لقد أدت لجنة التربية والتعليم التابعة للأعيان مدعمة بعشرات الأساتذة ذوي الغيرة على مستقبل أبنائنا، أدَّوا دورا رائدا ولا يزالون لإنقاذ السنة الدراسية الماضية والتحضير للسنة الدراسية المقبلة إن شاء الله.   

 

يا جنود الخفاء في كل الميادين وعلى كل المستويات، وما أكثركم، جزاكم الله عن المجتمع خير الجزاء.

 

أيها الحضور الكريم، اعلموا أن من بين جنود الخفاء جداتنا وأمهاتنا المتضرعات إلى الله آناء الليل وأطراف النهار وأخواتنا المرشدات اللائي ملأن المجالس توجيها وإرشادا ونصحا وتثبيتا للعقيدة لتجاوز المحنة إن شاء الله، أبقاهن الله سندا وذخرا وتحصينا للأجيال.

 أيها الحضور الكريم، إن استمرار الأزمة يدعونا إلى مراجعة أنفسنا باتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أولا، وتغيير معايير تعاملنا مع الأزمة ثانيا بترصيص الصف وتقوية الوحدة ونهج السلوك الحضاري والتحلي بالفطنة والحكمة التي أنارت درب أسلافنا، فأورثتهم عزة وإيمانا وأملا . وبذلك علينا أن ننهج منهجهم رحمهم الله، في الصبر والمصابرة والمثابرة في التشييد والتعمير، وامتطاء الأمل لتحقيق الانفراج وتجاوز المحنة.

   

     ختاما ندعو الجميع إلى ضرورة التحلي باليقظة لتفويت الفرصة على رؤوس الفتنة والمجرمين والإرهابيين والمحرضين الذين يريدون بمجتمعنا وأمتنا الجزائرية سوءا ودمارا.

*** عيدكم سعيد وكل عام وأنتم بخير ***

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  

إضافة تعليق