أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - عفوا وعذرا يا غرداية!

أحداث ومحطات

السبت 11 جويلية 2015

عفوا وعذرا يا غرداية!

جمال لعلامي

الطبقة السياسية التي تغرّد وتصمّ الآذان، تتصارع وتتعارك، فشلت فشلا ذريعا في إطفاء نار الفتنة في غرداية الجريحة، والأخطر من ذلك، أن بعضها يصبّ البنزين على النار من حيث يدري أو لا يدري!

وزراء، نواب، منتخبون، سياسيون، عقلاء، حكماء، مجتمع مدني، "كبار الدوار".. كلهم وجميعهم فشلوا في احتواء الوضع وإطفاء هذه الفتنة المشتعلة منذ عدّة أشهر، والحال أن هؤلاء كلهم يستحقون العتاب والحساب والعقاب!

إلى ما قبل اجتماع الأربعاء الذي عقده الرئيس بوتفليقة مع عدد من كبار المسؤولين، كانت عملية معالجة "ملف غرداية" تتم بطريقة سطحية وعشوائية، وبشكل من الاستسهال واللامبالاة والإهمال، بما نفخ في الرماد ومدّ عمر الأزمة، التي أصبحت محزنة ودامية.

الذي يحدث في غرداية، محزن ومؤسف وخطير، وعيب وعار على هؤلاء وأولئك، ممّن فشوا أو أفشلوا الحلول والبدائل، وهي جريمة لا تغتفر ستبقى لعنتها تلاحق شاعلي النار والمحرّضين على القتل والتخريب والفوضى وضرب أركان الوحدة الوطنية ومحاولة استهداف جزائريين بجزائريين!

هي فتنة نائمة، لعن الله من أيقظها، لكن لماذا طالت فترة "التفرّج" على الأحداث بدل حلّ أسباب استعارها؟ وما الحاجة إلى مسؤولين ونواب وأعيان، يفشلون في كلّ مرّة في إقناع "المتخاصمين" على لعنة الشيطان، واتقاء الله ووقف سفك الدماء بين الأشقاء الفرقاء؟

من الطبيعي أن يشمّ أصحاب "النيف والخسارة"، روائح غريبة ونتنة تنبعث من هذا الجزء الطيب والمضياف من الجزائر الواسعة، فهل يُعقل أن يسقط أكثر من 20 قتيلا ومئات الجرحى في مواجهات "ملعونة"، سرعان ما استغلتها دوائر التأليب والتسويق الإعلامي بالخارج لنشر الترويع والقلق وسط الجزائريين الآمنين والمسالمين؟

لقد "تدخل" الجيش لفرض الأمن واسترجاع الاستقرار والطمأنينة، وهذا دليل آخر على إفلاس السياسيين، في تجنّب الأسوأ، وتسوية المشاكل في مهدها، وتفكيك القنابل قبل انفجارها، ولعلها مهمة أولئك ممّن يستلقون على بطونهم وينامون ولا يستيقظون إلاّ بعد سماع ناقوس الخطر!

هي أهداف تسجلها "فتنة غرداية" في شباك الحكومة والبرلمان والأحزاب والمجتمع المدني، وفي شباك الإعلام والمساجد أيضا، فالجميع لم يُساهم، ولم ينجح في وقف النزيف، وظلوا متفرّجين يُتابعون ويحللون فقط، وفي أحسن الأحول يتراشقون بالتهم ويحصون الضحايا.. فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

المصدر جريدة الشروق

إضافة تعليق