أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - رسالة حول أحداث غرداية

أحداث ومحطات

الأربعاء 8 جانفي 2014

رسالة حول أحداث غرداية

د. باحمد بن محمد ارفيس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القاهر فوق عباده، الذي بيده ملكوت كل شيء والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

لقد امتن الله تعالى على عباده بنعمة الأمن في آيات كثيرة من القرآن الكريم، وذلك لعلمه أن أول ما يبحث عنه الإنسان في هذه الحياة هو هذا الأمن. وتوعد سبحانه الذين يروِّعون الآمنين، ويروّجون الفتن بالعذاب الشديد:

“إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق أولئك لهم عذاب اليم”

“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

وقد حدث ما حدث في مزاب، وهو سيناريو بدأت تستحكم حلقاتُه وتضيق، في وتيرة متصاعدة خطيرة لم يسبق لها مثيل:

تعدٍّ صارخ على الآمنين تحت غطاء من يُفترَض أن يكون هو الحامي للعباد، والراعي للأمن في البلاد.

والحق؛ أن الظالم هو أول من سيبوء بالخسران، لأنه في النهاية بشر، يحتاج كغيره من البشر إلى الأمن والاستقرار، وحسن التعايش والجوار.

اليوم تتعالى أصوات تدعو إلى التهدئة والتسامح والصلح بين الأطراف، وهذا جميل.. ونرجو من كل قلوبنا أن يتحقق.

لكن الله سبحانه وتعالى أناط الصلح بإقامة العدل وإحقاق الحق أولا: “فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين”. وما لم يكن عدل، وما لم يلق الظالم جزاءه، ولم يعطَ للمظلوم حقُّه فإن دعوى الصلح والتسامح تبقى جوفاء بلا روح.

لا بد من القول للظالم ظلمت، ولابد من فضح المتورطين في التعدي على الأبرياء، مهما بلغوا من القوة والسلطان، حتى يستتب الأمن الحقيقي، وحينها فقط يكون للصلح معنى وأي معنى.

إننا جميعا أحوج ما نكون إلى الصلح، ولا يسع أحدا أن يدعي غير ذلك، ولا نريد شرا لأحد. لكن لا يجوز السكوت عن الظالم لأنه سيتمادى في غيه.

إنه نداء لإحقاق الحق لا للشكوى، فالشكوى لغير الله ذل. إنه تنبيهٌ للغافل، ولكل من بيده مسؤولية هذه الأمة وبإمكانه التأثير على سير الأحداث، وتذكيرٌ بأن وعد الله حق، وأن المسؤولية عبء ثقيل وتبعة جسيمة، والحساب عليها يوم القيامة عسير.

“ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يوخرهم ليوم تشخص فيه الابصار”.

لا نشك أن في المسؤولين رجالا شرفاء أوفياء للمبادئ ومخلصين، فليهبوا لنجدة المظلوم وإعطاء كل ذي حق حقه.

والله تعالى من وراء القصد، وهو نعم المولى ونعم النصير.

د. باحمد بن محمد ارفيس

إضافة تعليق