أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - حتى لا ييأس الصبر في غرداية

أحداث ومحطات

الثلاثاء 8 جويلية 2014

حتى لا ييأس الصبر في غرداية

سليم قلالة

إيجاد حل سريع للوضع في غرداية ينبغي أن يحظى بالأولوية هذه الأيام، ليس من منظور سياسي أو منظور أمني كما قد يعتقد البعض، إنما من منظور مساحة الأمل. لقد أحسست بما لا يدع مجالا للشك أن اليأس بدأ يسجل نقاطا على حساب الأمل في نفوس الناس، بعد أن كان الأمل دائما متقدما نتيجة حكمة البعض وتعقل البعض الآخر وصبر طرف ثالث. أما وقد أصبح سكان غرداية يتكلمون عن يأس الصبر، ونفاذ الصبر، فذلك مؤشر خطير ينبغي التعامل معه بكل جدية ومن غير تأخير.. ذلك أن المعادلة إذا اختلت ـ لا قدر الله ـ باتجاه غلبة اليأس على الأمل، فإن إعادة تصحيحها يُصبح من أصعب الأمور، لأن ذلك سيعني أننا جميعا كجزائريين قد عجزنا أمام التعامل مع المستقبل في هذا الجانب بالذات، ولا يمكننا أن نستثني أي طرف على حساب الآخر رغم الاختلاف في درجة المسؤوليات.

والأكثر خطورة أن يتحول هذا العجز أمام المستقبل إلى قطاعات أخرى ومشكلات أخرى ومناطق أخرى، عندها سنكون أمام  تعميم أسلوب التعامل مع الأحداث في غرداية كأنموذج إلى كل الوطن، وذلك خط أحمر ينبغي ألا نعبره. ممن يتهاونون في إيجاد الحلول، لأنه سيكون سابقة سيئة للتعامل مع مشكلات شبيهة قد تحدث هنا وهناك، خاصة فيما تعلق بالمراهنة على عامل الزمن بطريقة خاطئة لحل المشكلات.

لقد أقرّ كل المتعاطين في مجال إدارة الأزمات بالطرق العلمية والموضوعية  أن درجة عودة الاستقرار لمنطقة ما أو لبلد إنما هي مرتبطة بمدى قدرة قيادة هذه المنطقة أو هذا البلد على التكيف مع المعطيات في الزمن الملائم فيما يعرف بميكانزم التكيف. فإذا كان ميكانزم التكيف ضعيفا، ويتم خارج الزمن المحدد تتفاقم الأزمة ويتفاقم عدم الاستقرار الذي قد يصل إلى الانهيار والعكس صحيح. وعليه فإنه ليس أمامنا سوى أن نشير إلى أن ميكانزم التكيف لدى السلطات العمومية فيما يخص غرداية هو في أضعف حاله، كما أن متغير الزمن يبدو أنه غير مأخوذ بعين الاعتبار بالجدية الكافية أو يتم التعامل معه على أساس أنه يعمل لصالح الأمل وليس اليأس، وهو ما يخالف الواقع تماما.

لقد كانت لي قراءة أولية في الخطاب الصادر في المدة الأخيرة من أعيان وإطارات وجامعيين وشباب من أبناء المنطقة، ولاحظت بما لا يدع مجالا للشك أن الصبر قد بدأ ييأس من الصبر.. على حد قول أحد الأعيان.. فلا تدعو ذلك يحدث وغلبوا كفة الأمل قبل فوات الأوان...

 المصدر جريدة الشروق

إضافة تعليق