أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - إعلانات - بيان استنكار إلى وزير الشؤون الدينية

إعلانات

الأحد 15 جوان 2014

بيان استنكار إلى وزير الشؤون الدينية

مجلس الأعيان

بيان استنكار 

حول  التعدي  على الرموز الدينية وعلى الأملاك الوقفية.

وانتهاك حرمة الأموات  وتخريب أماكن العبادة...

 

    إن الأحداث المفجعة التي نزلت كالصاعقة من شياطين الإنس على قصر غرداية الآمن قد  تركت آلاما مؤثرة في قلوب الناس يصعب شفاؤها ونسيانها وجروحا عميقة في أفئدتهم وأبدانهم  يطول زمن اندمالها وأضرارا مادية لا تعد ولا تحصى وأمراضا نفسية خطيرة لا تستقصى وما ترك الجميع حيارى مندهشين هوالتعدي المتعمد على الأموات وتخريب القبور في وضح النهار دون وازع او رادع ودون حسيب او رقيب – لاحول ولا قوة إلا بالله- .

لقد سجل التاريخ على صفحاته السوداء، بمداد من الدم الأحمر القاتم، وبلسان عربي مبين كل تلك التعديات والانتهاكات والتجاوزات ووُثقت بالصوت والصورة وهي وصمة عار في تاريخ المنطقة المدنس من قبل هؤلاء الأشرار وفي تاريخ الجزائر المستقلة.

 

إننا لن ننسى أبدا تلك الفتنة. لأنها أشد من القتل أضف إلى هذا تدوين الملائكة الكرام الحافظين البررة لكل ما وقع في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وسيلعق في عنق كل ظالم."... يوم  يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وعشيرته التي تؤويه"يوم يقال للظالم أمام الملأ "... اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم حسيبا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". أي إنسان عاقل وأي مفكر حر مهما كانت ديانته يرضى بما وقع من تخريب لمرافق المقابر الضرورية الوقفية وهدم للآثار التاريخية واعتداء على الأموات وذلك بنبش قبورهم والعبث برفاتهم وعظامهم ... الخ

  فنحن جماعة الأعيان وعلى لسان سكان قصر غرداية و كل الهيئات العرفية نستنكر بشدة كل ما وقع من تجاوزات بشعة في حق الموتى وقبورهم مهما كانت المبررات وهذا من واجب النهي عن المنكر والنصرة للحق و الدفاع عن المظلوم حيا وميتا.

ونطالب وبكل إلحاح إنزال أشد العقوبات على المعتدين المنتهكين،كما نطالب كذلك بمتابعة ميدانية لاستئصال هذه الشبكات الإجرامية الانتقامية من الجذور وتطهير البلد الآمن الطاهر من شرورها.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل جبار عنيد يريد طمس هويتنا وتشويه تاريخنا وتدنيس سمعتنا "... وما ربك  بغافل عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".

فلقد طال البطش والتدنيس المقابر والقبور و المقامات و أماكن العبادة و المساجد المصليات حيث احرقت المصاحف –يا للهول-. ولولا لطف الله تعالى و دفاع الناس للحق نفس المصير بالأملاك الوقفية من مدارس قرآنية ومعاهد دينية و غيرها ...

ولعله من المفيد التذكير بأن أحد الشهداء الذين سقطوا تحت وابل طعنات الخناجر و السكاكين و السيوف داخل حرم مقبرة بابا ولجمة، هو من حفظة القرآن الكريم و طالب جامعي بكلية الشريعة الإسلامية.

 يضاف إلى ذلك الفتاوى التكفيرية الصادرة من أشخاص يفترض فيهم أن يكون مثالا يقتدى في سعة صدر الدين وفي سماحته ورحابته. حيث تعالت الخطابات في منابر عدة وفي مسيرات حاشدة يتقدمها أئمة ومشائخ ورجال دين، وتعددت الكتابات التحريضية الاستفزازية في وسائط شتى، تدعو جهارا نهارا إلى "الجهاد" (؟)  واصفة الإباضية  بأقبح النعوت و الصفات وبأنهم خوارج وأنهم أعداء الله (؟) بل وصل الأمر إلى حد تحريف الشهادة (لا إله إلا الله. الإباضي عدو الله) (؟).

بل الأدهى و الأمر من ذلك استعمال المآذن (مسجد مليكة) لبث نداء الدعوة إلى الجهاد أو لإلقاء زجاجات المولوطوف الحارقة على أسطح المنازل ورمي مختلف المقذوفات عليها (مسجد بني مرزوق). علاوة على اتخاذ مناسبة صلاة الجمعة فرصة لإقامة التجمعات غير المشروعة ثم الانطلاق في مسيرات استفزازية (مسجد مليكة ومسجد حي الحفرة)

ربنا إلى من تكلنا. فإن لم يك بك علينا غضب فلا نبالي يا رب.

فمن تجرأ من الأئمة أو من المنصفين أن يقوم للنهى عن المنكر ولو بأضعف الإيمان، فإن مصيره يكون –لا محالة- التعرض إلى أبشع انواع الانتقام و البطش مثلما حصل لإمام بضاية بن ضحوة –تغمده الله برحمته- أو لإمام آخر بحي القرطي (؟)

لذا فإننا نتوجه إلى معالي وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بصفته المسؤول والوصي الأول على القطاع بالبلاد ونحن على يقين ثابت وإيمان راسخ بإنصافه ووقفه إلى جانب الحق، مطالبين إياه بإلحاح، التدخل الحازم و الصارم واتخاذ ما يره مناسبا من الإجراءات و التدابير الردعية و التأديبية من اجل قطع دابر هذه الممارسات المشينة، وسد الطريق امام أرباب الفتنة و التفرقة و التحريش بين المسلمين.

والله ولي الهداية والتوفيق.

تعليقات

صالح أبو العلاالأربعاء 09 جويلية 2014 - 16:28

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشائخي ايه المرابطونن و المجاهدون على امتهم امة الاسلام و رفع راية الدين والوطن انني لجد فخور بههذه الرسالة التي استبانة الحقيقة التي طالما نسيت ان ترسل الى اهلها من الحكومة للنظر فيها فهم اهل للمحاسبة و الوقوف على السلبيات التي تنجرج من امثال هؤلاء وارجو ان تكون الرسالة مرفوقة بممثليينا في مديرية الشؤون الدينية بغرداية لتبيين الحقائق للوزير واهله و الله اعلم والله المستعان والسلام عليكم

أحمدالخميس 17 جويلية 2014 - 16:36

و الله أحزنني التعدي على المقابر و مما أحزنني أكثر عدم الأستنكار في المساجد أو من طرف الأعيان اللهم انا نسألك العفو و العافية

إضافة تعليق