أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - وسائط إعلامية - مقالات مكتوبة - بنو ميزاب كما رأيتهم

مقالات مكتوبة

الجمعة 27 ديسمبر 2013

بنو ميزاب كما رأيتهم

عبد الغفور ديدي

بنو ميزاب كما رأيتهم بقلم :عبد الغفور ديدييسر الله لي زيارة مدينة غرداية في سنة 2009 أثناء مشاركتي في فعاليات دورة القرآن الكريم التي نظمتها جمعية الأسرة السعيدة والتي أقيمت في التوزوز بإشراف الشيخ داوود بوسنان, استغرقت أسبوعا كاملا عشنا فيه جو إيمانيا وأخويا جمع الله فيه قلوب الحاضرين الذين تعددت أجناسهم وألوانهم من داخل الوطن وخارجه ,ومرة أخرى في ديسمبر 2013 بدعوة كريمة من صديقي عمر الحاج محمد قضيت فيها ثلاثة أيام بليالها فكانت من أروع ما قضيت في أسفاري.

تعتبر مدينة غرداية من أبهى مدن صحراء الجزائر تتميز بقصورها العتيقة التي تبدو موحدة في شكلها متجانسة في ألوانها وهي: العطف, بنورة ,غرداية بني يزقن ,مليكه ,القرارة ,بريان.وللشكل المعماري الخاص الذي تمت هندسة قصور غرداية به جعل منظمة اليونسكو تصنفها كتراث عالمي.

أغلب سكان المدينة ميزابيون يعود انتمائهم إلى قبائل زناته الأمازيغية, ويتكلمون اللهجة الميزابية ويدينون بالإسلام وفقا للمذهب الاباضي,ويتميز المجتمع الميزابي بحيوية بالغة خاصة في الجانب الاقتصادي ,وبالتضامن القوي الذي يربط بين أفراده في الأفراح والأتراح, أما الميزة التي ينفردون بها عن باقي أطياف المجتمع الجزائري فهي المرجعية الدينية المتمثلة في حلقة العزابة والتي يعود تأسيسها إلى الإمام :أبي عبد الله بن بكر الفرسطائي, وحلقة العزابة هي هيئة محدودة العدد تمثل خيرة أهل المدينة علما وصلاحا وتقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الميزابي الدينية والتعليمية والاجتماعية وحتى السياسية وهي لديهم بمثابة مجلس الشورى المناط به الإشراف على التعليم ومراعاة الحالة الاجتماعية للناس ومساعدة المحتاجين والقيام بشؤون المسجد وتسيير الأوقاف التابعة له.

الميزابي شخص هادئ ومسالم بطبعه,عاش بجانب أخيه العربي والتارقي جنبا إلى جنب في تسامح وتعايش نموذجي, لم يعكر صفو العلاقة مع جيرانه إلا بعض الأصوات الطائفية البغيضة التي تريد استحضار قضايا خلافية من عمق التاريخ لتجعل منها وقود حرب مستعرة لا تبقي ولا تذر.

إن أسخف فكرة بشرية عرفها تاريخ الأديان هي التعصب الطائفي و المذهبي ,وهي تترعرع في العقول التي لديها مشكلة في التعامل مع الآخر, وان تسترت في كثير من الأحيان بلباس الدين إلا أن الدين منها براء يقول المفكر علي شريعتي: ( إن أكثر الناس تعصبا للطائفية هم أبعدهم عن التدين),ولا ننكر فضل الأصوات العاقلة والعقول الراجحة التي تتدخل لإطفاء نار الطائفية وسعيها الحثيث في سبيل المحافظة على روح التسامح والتعايش بين الجميع.

 

الرابط : http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/12/27/315802.html

المصدر دنيا الرأي

إضافة تعليق