أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - نافذة على مزاب - أعلام ومشائخ - الشيخ حمو بن عمر فخار

نافذة على مزاب

الإثنين 2 ديسمبر 2013

الشيخ حمو بن عمر فخار

أ. محرز كبش

يعدّ الشيخ حمو بن عمر فخار رائدا من روّاد الحركة الإصلاحية بالجنوب الجزائري، وقد أثّرت مختلف الرّوافد في تكوين فكره الإصلاحي وشخصيته الدينية، والأدبية، والاجتماعية، والسياسية، فانعكس ذلك على نتاجه الفكري والأدبي؛ سيما في فنّ الخطابة.

ولد حمو بن عمر فخار بغرداية يوم السبت 28 ربيع الأول 1333 ه يوافقه 20 ديسمبر 1919 م، نشأ في أسرة أصيلة محافظة على الأخلاق القرآنية والتربية الإسلامية الصالحة.

درس علومه الابتدائية حين بلغ السادسة من عمره ( بدار آل معراض) بقسنطينة. ثم عاد إلى مسقط رأسه وهو ابن تسع سنين ليلتحق بكتّاب تاجّيوين حيث درس على يد كلّ من المشايخ: حمو بن بابه، وصالح بابهون، وباحمد بن يعقوب.

حينما افتتحت مدرسة الإصلاح الابتدائية سنة 1932 م بحيّ باييزي، برئاسة الشيخ صالح بن قاسم بابكرـ رحمه الله ـ كان من أوائل تلاميذها، فختم القرآن الكريم فيها. تأثر كثيرا بأستاذه الحاج أحمد بغباغة ـ الذي كان يجيد قراءة الشعر وبخاصة أشعار عنترة ـ فاكتسب منه ملكة اللغة، والإلقاء الفصيح والذّوق الأدبي الرفيع، ممّا أسهم كثيرا في تكوين شخصيّته الأدبية. كما تتلمذ على يد الشيخ بنوح مصباح ـ رحمه الله ـ.

انتقل إلى بلدة القرارة عام 1937، وبعد عام استظهر القرآن، فانخرط في سلك إيروان، وما لبث أن التحق بمعهد الشباب البيّوضي ( معهد الحياة بالقرارة ) فكان من بين أنجب طلّابه وألمع أدبائه، حيث تخرّج في أواخر 1946، ثمّ تولّى رئاسة البعثة العلمية البيوضية بالقرارة.

في عام 1947 دعي للتّدريس في مدرسة الإصلاح بغرداية، فكان نعم المعلّم والمربّي لتلامذته؛ إذ يعترفون له بذلك ويدينون له بالفضل في تشويقهم إلى العلم، وتحبيب النصوص الأدبية والقصائد الشعرية أليهم، ويتّخذ منها أسلوبا لتربيهم وتهذيب أخلاقهم وصقل مواهبهم، فكان نموذج الأب الرحيم لتلامذته . وهو يرى أنّ المربّي وجب أن يكون أبا روحيا قبل أن يكون معلّما أو أستاذا. تولّى نيابة المدير منذ 1969 مع التعليم إلى حدود عام 1976 م وهو عام وفاة الشيخ صالح بابكر، حيث أُعفي عن التّدريس، وعيّن مديرا عاما.

كان الشيخ حمو فخار إنسانا جدّيا عارفا قيمة الوقت، متمتّعا بالحكمة والصبر والدّأب والتضحية. وكان محبّا للخير وأهله، وكان مشجّعا للعلم يحبّ مساعدة الطّلبة ماديا ومعنويا. كان له قلم موهوب مبدع  ولاسيما في فن الخطابة والمقالة، والمسرحية، والرّسالة.

عيّن عام 1962 عضوا في حلقة العزابة بالمسجد الأم بغرداية، وعيّن في العام ذاته كاتبا في مجلس الشيخ عمّي سعيد. انتخب عام 1965 م نائبا بلديّا، وجُدّد انتخابه مرّتين. أنشأ معهد الإصلاح للبنين عام 1979 ، وأسّس عام 1986 م متوسطة الإصلاح للبنات، والتي تحولت إلى معهد يضم طوري المتوسط والثانوي، بالإضافة إلى كلية متخصّصة.

من آثاره: "خطب الجمعة " بأجزائها الثلاثة، والجزء الرابع يشمل "خطب العيدين".

-         "كان حديثا حسنا" كتاب تحدّث فيه عن مناقب القائد المربّي الشيخ إبراهيم بيوض.

-         "وقفات ومواقف" و "على درب الأنبياء الشيخ صالح بابكر".   

انتقل الشيخ حمو فخار إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة 10 جمادى الأولى 1426 هـ يوافقه 17 جوان 2005، تغمّده الله برحماته الواسعة، وطيّب ثراه، وأكرم مثواه

إضافة تعليق