أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - إن عينيّ تنامان·· ولا ينام قلبي

أحداث ومحطات

الجمعة 11 جويلية 2014

إن عينيّ تنامان·· ولا ينام قلبي

محمد الصادق بن يحيى

إنها كلمات رددها خير البرية على مسامع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وإن جاء سياقها ليعطي للصلاة حق قدرها، إلا أن عمق هذه العبارة تبين جانبا مهما من جوانب إيجابية البشير محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،·
تألق جميل ودرس في يقظة الضمير، هذه اليقضة التي ما أحوجنا إليها نحن معشر أتباع محمد ص على اختلاف مدارسنا ومجتمعاتنا في زمن تكالبت على أمتنا وعلى قيمنا أطماع مدَّعوا السلام من أعداء الإسلام·
إن واقع الأمة الإسلامية اليوم يفرض علينا قدرا عاليا من الحيطة والحذر ويقظة الضمير على أصعدة عدة، تحديات أمنية واقتصادية وثقافية ولعل أولاها التحدي الأمني·
حقيقة قد تنسي مباريات كرة القدم بعضا منا جانبا من هذه التحديات لكن وجب العودة السريعة إلى وسط الميدان تماما كما يفعل الفريق المتمكن والواثق من نفسه تجنبا لهجمة معاكسة قد تفتك به وتقضي على حظوظه·
لا تزال المخططات تستهدف البوابة الإفريقية، ولا تزال الهفوة الأمنية تهدد بشكل وبآخر استقرار الجزائر والأوضاع في دول الجوار تنذر بأخطار أكيدة لو كنتم تتأملون، ولا تزال غرداية تصبر وتصابر في وجه شرذمة متطرفة أضرت بمنهج الإمام مالك رحمه الله لا تختلف أهدافها عن أهداف داعش في سوريا و في العراق وأنصار الشريعة في اليمن وتونس وليبيا وبوكو حرام في نيجيريا الرامية جميعا إلى تشويه صورة الإسلام وسحق المعالم الإسلامية وتدمير المنشآت الاقتصادية و المكتسبات الاجتماعية والثقافية وكل هذا من خلال أساليب التكفير وهدم الأضرحة والعمليات الانتحارية و··· في واقع رهيب لم يعد محصورا على دولة دون أخرى بل شمل جل دول الربيع العربي بعد مرحلة إضعاف الدولة ·
في غرداية يعود الميزابيون إلى الواجهة بحناجر تصدح بالحق في مسيرة الغضب رافعين لافتات تؤكد على وحدة الأمة الجزائرية وسلامة ترابها الوطني وحقها في الثراء والتنوع وتدعوا إلى حماية أرواح الأبرياء الذين يسقطون من حين لآخر لا لشيء فقط لأنهم ميزابيون إباضيون·· إنها مسيرة ضد الفوضى و تدعو إلى اليقظة لتقي بلادنا شر المحن·
إن أزمة غرداية قد حيّرت العقول وشيّبت الرؤوس وهي في شهرها الثامن وأضحت لغزا محيرا خصوصا مع الحركة البطيئة وغير المركزة للحكومة وهو الأمر الذي ينبئ بوجود جهاز قوي قد يخدم أجندات خارجية يسرها صياغة مستقبل جديد للجزائر على نحو يخدم مصالح معينة تماما كما فعل ويفعل حاليا في دول شقيقة·
وعود على بدء وفي جميع الظروف ما أحوجنا جميعا مسؤولين ومثقفين وجامعيين وإعلاميين إلى الأخذ بيقظة الضمير تجنبا للغفلة وقبل فوات الأوان·

      -  غرداية على حافة فتنة جديدة

المصدر جريدة أخبار اليوم

إضافة تعليق