أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - أزمة غرداية ونظرية العلاج بالتعفن؟ǃ

أحداث ومحطات

الثلاثاء 8 جويلية 2014

أزمة غرداية ونظرية العلاج بالتعفن؟ǃ

سعد بوعقبة

الرئيس بوتفليقة لا يعرف حقيقة ما يجري في غرداية.. هذا هو العذر المقبول الذي يمكن أن يفسر لنا سكوت السلطة مدة 8 أشهر عن واحدة من أهم المشاكل التي واجهت البلاد منذ الاستقلال.. قد تتجاوز في خطورتها على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي حتى مشكلة العشرية الحمراء وما جلبته للبلاد من مشاكل، وإذا لم يكن هذا هو السبب فلماذا يتصرف الرئيس مع غرداية هكذا؟
صحيح أن الرئيس بوتفليقة عرف عنه أنه يعالج الأمور بالتعفن، فقد ترك الأمور تتعفن في منطقة القبائل عدة سنوات حتى وصل الأمر إلى حد أن السكان طالبوا برحيل الدرك من المنطقة، وهو إجراء مس في العمق فكرة سلطة الدولة.
اليوم أيضا الرئيس يتعامل بنفس المنطق مع غرداية، وقد يكون هو أيضا بلع الطعم بتصديق القائلين: إن المسألة بسيطة ومحلية وهي عبارة عن ”هوشة” اجتماعية عرقية دينية تجارية مصلحية محدودة المكان والزمان. وهذا التصور باتت محدوديته واضحة من خلال تجدد المواجهات وتعمقها في الزمان والمكان والمطالب.ǃ
كانت القضية في البداية قضية ”مير” أو ميارة... ثم تحولت إلى قضية في مستوى رئيس دائرة أو دوائر... انتقل أمرها إلى مستوى الوالي... وبعد ذلك تحولت إلى قضية أمنية ما لبثت أن صارت قضية وزراء وحكومة وعجز عن حلها حتى الوزير الأول، فقد تصبح بيافرا نيجيريا في الستينات أو دارفور السودان أو شمال مالي... فالأمر خطير فعلا.
الآن هي تتأهب لتجاوز المسألة الوطنية من خلال القول: إن القضية تتغذى من صراعات في السلطة.. وإذا استمر الوضع هكذا ستتحول إلى مسألة دولية وقد لوح إلى هذا العديد من المتدخلين في الاحتجاجات التي حدثت أمس الأول. النتيجة التي يمكن أن نستنتجها من عجز الحكومة عن حل مسألة غرداية هو أن عجز الرئيس وبقاءه على كرسي متحرك انعكس على فعالية ومستوى الأداء الحكومي، فأصبحت الحكومة مشلولة مثل الرئيس ولا يلتفت لما تقول ولا فعالية لما تفعله !
هل اتضح الآن للرأي العام وللسلطة والمؤسسة الحاكمة في البلاد أن عجز الرئيس عن القيام بمهامه مثل التنقل إلى أماكن التوترات لحل المشاكل يمكن أن يمس بالتماسك الاجتماعي للبلد والأمن القومي في عمقهما.
إذا عجزت الحكومة عن حل المعضلة وعجز الأمن والجيش والرئيس لا يستطيع التدخل لأنه قعيد... فماذا بقي غير اللجوء إلى التدويل؟ !
 ينبغي أن يوضع حد لتسيير البلد بسياسة التعفين والتأزيم للمشاكل التي تطرح هنا وهناك... فمشاكل غرداية ليست كمشاكل تيزي وزو... فانتبهوا.

المصدر جريدة الخبر

تعليقات

babouالسبت 12 جويلية 2014 - 19:20

اللهم ارفع عنا البلاء و الفتن ما ظهر منها و ما بطن.

جمال الحاجالسبت 19 جويلية 2014 - 00:00

اينا المخبرات الجزاءرية فما يحد ث فى غرداية

إضافة تعليق