أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - أرضية عمل لاحتواء أزمة غرداية

أحداث ومحطات

الأربعاء 23 جويلية 2014

أرضية عمل لاحتواء أزمة غرداية

مجلس الأعيان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بناء على المبادرة الخيّرة للجنة القادمة من الجزائر،ممثّلة في السّيّد الدكتور: لحول عبد الحفيظ(رئيس مجلس العقلاء والعلماء للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال)، السيد: نايل أحمد (عضو المجلس)، والسيد: الزاوي علي(خبير مستشار في الشؤون والدراسات الأمنية)، والتي تندرج في إطار مسعى الدولة لإيجاد حل نهائي لمأساة غرداية الأليمة التي طال أمدها.

وتبعا لمجهودات مجلس أعيان المزابيين الإباضية لقصر غرداية الرّامية لاحتواء الوضع المأساوي، والتي لم تتوقف منذ اندلاع شرارة الأحداث شهر نوفمبر 2013. واستجابة لطلب اللّجنة في تقديم أرضية عمل لحل الأزمة؛ فإن المجلس يثمِّن هذه المبادرة الطّيّبة؛ ويضع بين أيديكم ما يلي:

إن منطقة واد مزابتشهد منذ شهور مأساة كارثية، ومسلسلا إجراميا ممنهجا، ذهب ضحيّتهالأبرياء من سكان المنطقة، وحرمهم من أبسط شروط الحياة: الأمن والاستقرار.

لقد سكنالمزابيون منذ قرون في هذه الربوعالقاحلة من صحراء الجزائر، فشيّدوا فيها قصورا وأحيوا بها واحات، وأنشأوا نظاما اجتماعيا متوازنا؛ شكّل حضارة شهد بعمق أصالتها القاصي والداني، فكانتولا تزال فخرا للجزائر.

وظلّ المجتمع المزابي يشكل عنصرا مهما من مكونات الدولة الجزائرية؛عُرفبالوطنية الصادقةوالنزاهة، والجدّية والصرامة في العمل، وهي صفات وقيم تمسّك بها الأجداد واستمرّ عليها الأحفاد، فكان لبنة أساسية في بناء الوطن. وتواصل مع قبائلوعروش متعددة، فكانت بينها مبادلات تجاريةوثقافية،ومع مرور الزمن،شكل الجميع مجتمعا متنوعا متعايشا، يسوده الاعتراف والاحترام.

 

ورغم دسائس الاستعمار الفرنسي لهدم المجتمع ومقوماته وضرب وحدة التّراب الوطني، إلا أن المزابيينشاركوا بفعالية في الثورة، ووقفوا سدّا منيعا أمام محاولات طمس معالم الهوية الوطنيّة، وأمام محاولات فصل الصحراء عن الشمال.

وغداة الاستقلال، كانتلتصرفات الهياكل الحزبية في المنطقة دورا سلبيا في استغلال الأوضاع المحلية للكيل بمكيالين بين العناصر المكونة للمجتمع المحلي، مما ساهم في تزييف حقائق التاريخ، وضرب الوحدة الوطنية في عمقها، خدمة لمصالح ظرفية ضيقة، ونوايا دنيئة، لا تزال تعمل على المزايدة على وطنية المزابيين.

هذا، وإننا نلاحظ في الآونة الأخيرة تسارعا في مسلسل الاعتداء والإجرام المؤطّروالتّخوين، ما يستدعي حضورا قويا للدولة الجزائرية بمختلف مؤسساتها، وهو ما يطالب به المجتمع بكل مكوناته، من أجل تفويت الفرصة وقطع الطريق أمام المغرضين، وأمام كل من لا يريد بالمنطقة وبالجزائر خيرا.

 

أولا: الحلول الأمنيةوالقضائية

1-   معاقبة منتهكي حرمات الأموات والمساجد، ورموز التراث التاريخي الوطني الإنساني.

2-   تنفيذ الوعود المتكررة لمسؤولي الدولة منذ أشهر، والقاضية بضرورة بسط هيبة الدولة والتطبيق الصارم لقوانين الجمهورية على كل من تسول له نفسه العبث والإخلال بالأمن العام.

3-   القبضعلى القتلة والمجرمين المتسببين في هذه الأحداث،وتقديمهم للعدالةبكل حزم وصرامة، والكشف عن أطنان المسروقات واسترجاعها؛ إذ إن مئات المحلات كانت تُنهب قبل حرقها وتخريبها.

4-   الكشف عن بارونات الإجرام المتلبس بالمخدرات ومن يتستر عليهم، كونها الفتيل الرئيسي للإجرام ومحور العنف في المنطقة.

5-   فتح تحقيق جدي معمق عن المسؤولين الأمنيين والإداريين وأعوانهم المتواطئين والمتورطين في إطالة عمر الأزمة، ومحاسبتهم.

6-   فتح تحقيق عاجل ومعمق عن المحرضين على القتل والعنف والسرقة والتخريب والحرق، والمخططين للاعتداءات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ومعاقبتهم، وتجريم كل ما من شأنه أن يذكي نار الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد من كتابات ومنشورات وتصريحات وغيرها.

7-   ضرورة بسط الأمن النوعي لحمايةالأفراد والممتلكات التي لا تزال تتعرض للتعديات، وكذا المحلات التجارية والمستثمرات الفلاحية التي تستباح كل مرة وتتعرض للنهب والتخريب الممنهج، والإبقاء على خريطة أمنية مشددة إلى غاية الاستتباب النهائي للأمن، مع منح صلاحيات تدخل فعالة.

 8-   توفير الأمن داخل المؤسسات التربوية وخارجها، مع إعادة النظر في التوزيع الديموغرافي للخريطة المدرسية.

 

ثانيا: الحلول الاجتماعية والتنموية

9-   اعتبار الهيئات العرفية المتجذرة في أعماق تاريخ المنطقة شريكا أساسيا وإيجابيا للمساهمة في تطوير وتنمية الولاية، وضرورة إشراك الأعيان والمنتخبين المحليين الحاليين والقدامى والإطارات في القرارات الخاصة بالتنمية في المنطقة.

10-       رد الاعتبار لجميع الضحاياالمغدور بهم،وإلحاقهم بركب شهداء المأساة الوطنية، وتعويض أهاليهم الأرامل واليتامى معنويا وماديا.

11-       اتخاذ إجراءات أمنية وقائية للمحافظة على التراث المعنوي والمادي للمنطقة، المصنف وطنيا وعالميا، وحمايته من أيدي العابثين.

12-       نطالب الدولة بمساعدة المتضررين اما فيما يخص التعويض فنطالب السلطة ان تدرس هذا التعويض حالة بحالة حسب الأضرار المتراكمة لكل شخص على حدا.

13-       الترخيص الاستثنائي لإدماج الأساتذة المؤقتين الذين أنقذوا الموسم الدراسي 2013/2014؛ وتوظيفهم بصفة مباشرةونهائية.

14-       اتاحةحصة من المناصب السامية للدولة لإطاراتنا ذات الكفاءة العالية،منالمنتمين للقطاع العمومي أوالخاص، مع تمكين الموظفين الحاليين من الترقية العادلة.

15-       تكليف الأئمة والدعاة وتحميلهم المسؤولية لنشر ثقافة التعايش والتنوع والاحترام بين كافة الجزائريين، وإنشاء فضاءات للحوار والتبادل الثقافي، وتنظيم ملتقيات لإبراز التراث الجزائري وخصوصيات كل منطقة، كونها ثراء وتنوعا للشخصية الوطنية الجزائرية.

16-       المسارعة إلى تسوية جميع الملفات الإدارية والتعويضات العالقة في رفوف الإدارة منذ سنين، وخاصة منها ما تعلق بفيضان 2008تطبيقا لتعليمات فخامة الرئيس الجمهورية.

17-       استجابة رغبة الشباب الطموح في إنشاء تجمعات سكنية حضارية وفق التصميم المعماري المحلّي، بالتسوية العقارية لملفات "أحياء بوليلة وعوقبة"، وملف أراضي "آت علوان".

18-       رفع الضغط عن سهل وادي مزاب الذي يعاني الاختناق، وذلك بإنشاء مدن جديدة على النمط العمراني المحلي، مع تحويلالحي الإداري إلى خارج سهل وادي مزاب.

19-       يلتزم مجلس الأعيان ومختلف فعاليات المجتمع ببذل أقصى مجهوداتهم من أجل توعية الشباب لعدم الاستجابة للاستفزازات، واليقظة والتحلي بروح المسؤولية، خدمة للصالح العام.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد، وعاشت الجزائر آمنة مطمئنة

وعلى محبة الجزائر نعمل ونلتقي اليد في اليد لبناء جزائر أجيال الغد.

 

غرداية يوم الإثنين 23 رمضان المعظم 1435هـ/ 21 جويلية 2014م

 

 

إضافة تعليق