أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - نافذة على مزاب - أعلام ومشائخ - إبراهيم بن يحي الحاج أيوب "القرادي"

نافذة على مزاب

السبت 23 نوفمبر 2013

إبراهيم بن يحي الحاج أيوب "القرادي"

جمعية التراث

بسم الله الرحمن الرحيم، ضمن “رجال صدقوا” كالعادة نعرّج هذه المرة إلى قصر العطف مع شيخنا  إبراهيم بن يحي، الحاج أيوب،الشهير بـ «القرادي» رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه…

مرحلة التعليم:
عالم علم من مواليد العطف، يوم 31 مارس 1923م؛ انتقل في سنٍّ مبكِّرة إلى الجزائر العاصمة رفقة خاله، فبدأ مشواره الدراسيَّ؛ ثمَّ رجع إلى مسقط رأسه بعد ثلاث سنوات ليواصل تعلُّمه ويحفظ القرآن الكريم.
اضطرَّ والده لإرساله إلى تونس للمداواة عام 1931م، فمكث بها ثلاث سنوات لم يغادر المستشفى، واستغلَّ الفرصة لتعلُّم اللغة الأجنبية وتنمية شخصيته العصامية.
وفي سنة 1937م التحق بمدرسة الحياة بالقرارة، ثمَّ معهد الحياة، فتضلَّع في علوم الشريعة والأدب على يد مشايخ أعلام منهم: الشيخ إبراهيم بيوض، والشيخ شريفي سعيد.
وكان عضوا بارزا في النشاطات الثقافية والأدبية والاجتماعية المحيطة بالمعهد، فسعى في تأسيس أوَّل فوج للكشَّافة الإسلامية الجزائرية سنة 1943م، وشارك في مجلَّة «الشباب» بكتاباته الغزيرة وقصائده العصماء.
وبعد أن أنهى مرحلة التعلُّم درَّس ثلاث سنوات بالمعهد، ثمَّ التحق بمسقط رأسه سنة 1947م، ليشارك في مسيرة المجتمع.

أهم أعماله:
بدأ عمله التربويَّ معلِّما بمدرسة النهضة، ثمَّ عيِّن مديرا لها إلى غاية 1978م، مع انقطاع دام ثلاث سنوات بين 1963م و 1966م، إذ انتدب لإدارة المطبعة العربية، وللمساهمة في تحرير مجلَّة «الفكر الإسلامي».
وقد التحق – بالمناسبة – بجمعية القيم الإسلامية بنادي الترقِّي، في الجزائر العاصمة.
وكان – إلى جانب التعليم – عضوا فعَّالا في جمعية النهضة، وفي حلقة العزَّابة التي انضمَّ إليها سنة 1961م، وأسندت إليه مهمَّة الوعظ والإرشاد، فأفرد دروسا خاصَّة للنساء، حتَّى تمكَّن من إنشاء مركز للتكوين المهنيِّ للبنات رفقة إخوانه المخلصين؛ ويعتبر رائد تعليم البنت في العطف.
ومن نشاطه الاجتماعي رئاسته لإدارته العشيرة في سنِّ الخامسة والعشرين، وذلك لِما يمتاز به من رزانة وحصافة رأي وإخلاص.
وقد ساهم في العمل الثوري مساهمة معتبرة، إذ التحق بصفوف خلايا جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني بالجنوب، منذ سنة 1956م؛ وكان من مؤسِّسي المجلس البلدي الثوري بالعطف سنة 1961م.
برز الشيخ في الحركة الإصلاحية، فكان من روَّادها سندا للشيخ إبراهيم بيوض، والشيخ إبراهيم أبي اليقظان.
وكانت للشيخ صلات بشخصيات بارزة منها الشيخ البشير الإبراهيمي؛ والمفكِّر مالك ابن نبي، ولقد لازم حلقاته الفكرية التي كان ينظِّمها في داره، وبخاصَّة بين سنة 1963م و1966م.
وقد شارك الشيخ في جلِّ ملتقيات الفكر الإسلامي، التي تنظِّمها وزارة الشؤون الدينية.
وممَّا اشتهر به الشيخ معارفه العميقة، واطِّلاعه الواسع في مجال التاريخ والأعراف والبناء المعماري بوادي ميزاب، ممَّا جعله قبلة للباحثين. وهذا الاهتمام دفعه إلى التفكير في إنشاء جمعية التراث، فكان بحقٍّ من أبرز المؤسِّسين والمشجِّعين لأعمالها ونشاطاتها.
أسندت إليه مهمَّة الكتابة في مجلس عمِّي سعيد لعدَّة سنوات.
وللشيخ آثار علمية قيمة، منها مقالاته العديدة، وأشعاره القيمة، وقد نشر بعض منها في كتاب: «الشيخ القرادي، حياته وآثاره». ويبقى الباقي مخطوطا ينتظر فرصة التحقيق والنشر.

وفاته:
توفي رحمه الله بالمدينة المنوَّرة، وهو يتأهَّب لأداء فريضة الحجِّ للمرَّة التاسعة، وذلك بمسجد رسول الله، ودفن في البقيع، وذلك يوم الثلاثاء 01 ذو الحجَّة 1409هـ / 04 جويلية 1989م.

 

المصدر: مزاب ميديا

إضافة تعليق