أنت الآن هنا: الصفحة الرئيسة - أحداث ومحطات - فتنة غرداية ديسمبر 2013 - مسؤول غير مسؤول.. !

أحداث ومحطات

الثلاثاء 22 جويلية 2014

مسؤول غير مسؤول.. !

د. محمد بن صالح ناصر

رد الدكتور محمد صالح ناصر على المسؤول غير المسؤول..!

الحلقة (1) :
في الوقت الذي تزهق فيه الأرواح البريئة,و تحرق الممتلكات ببرودة دم في منطقة ميزاب ,يقترح علينا أحد المسؤولين غيرالمسؤولين حلوله العجيبة الغريبة .
إن الكلمة التي قالها هذا المسؤول في الحزب العتيد في مقابلة صحفية تدل دلالة قاطعة على من يخطط لفتنة غرداية , ويمدها بالحطب الجزل حينا ,و البنزين حينا آخر , وهي تدل من حيث محتواها و مضمونها على المستوى الفكري الهابط الذي يتردى فيه أصحاب الوجاهة و الرأي في وطننا للأسف الشديد .
ففي الوقت الذي كنا ننتظر نحن أصحاب منطقة ميزاب حلولا عاجلة جذرية لهذه المأساة التي طالت , يقترح علينا هذا المسؤول حلولا على المدى البعيد و الأوسط و القريب تصب كلها في هدف واحد هو القضاء النهائي على الميزابيين الإباضيين ,هكذا بكل برودة دم ,وصفاقة وجه , وخلل في التفكير .
في الوقت الذي يقف فيه كتاب العالم المتمدن قديما وحديثا معجبين بحضارة وادي ميزاب المتمثلة في نظمه الدينية و الإجتماعية و التربوية يقترح علينا هذا المفكر العتيد بإخضاع تلك المؤسسات للدولة و كأنها كانت خارجة عن القانون ,علما بأن الدولة لم تعن هذه المؤسسات قط لا بالنقير و لا بالقطمير , فأين كانت هذه الدولة طيلة نصف قرن ؟
إن حلولك المقترحة " بالدمج" و" المصاهرة" و" التذويب" لا تعيش و لن تعيش إلا في خيالك العتيد الذي جرب المنتمون إليه في سنة 1964 هذا المخطط العنصري اللاوطني , فباؤوا بالفشل, واسأل محافظة الحزب في ولاية غرداية فإنها ماتزال محتفظة بوثائق ذلك العهد البائد .
فحذار مرة أخرى من اللعب بالنار فإن الميزابيين أمة متحضرة لها كل مقومات البقاء ,الوطنية , والدينية , و الأخلاقية وعاش من عرف قدْره و قدَره .

الحلقة (2) :
حضرة الوزير المحترم , في الوقت الذي كنا ننتظر فيه لإصلاح ذات البيّن بين المتساكنين في غرداية الجريحة, و العمل على الضرب بقوة على عصابات الإجرام و القتل, و النهب و الحرق و السلب, تقترحون, بدل ذلك, إقتراحات تدل دلالة قاطعة على جهلكم الكبير بتاريخ الجزائر, أو تجاهلكم لصفحات مشرقة مشرفة من حضارة الرستمييين التي لا تبعد كثيرا عن مسقط رأسكم . ومن ذّا الذي لا يشعر بالإعتزاز و الفخر لما تركته هذه الدولة الإسلامية الفتية التي كانت عاصمتها "تاهرت " تسمى عند المؤرخين " بغداد المغرب " و ذلك لما عرفت به من سماحة بين ساكنيها , وتفتح على الدول المجاورة حولها, وما إشتهرت به من إزدهار حضاري و عمراني و إقتصادي شه به الشرق و الغرب. هؤلاء البُناة, يا سيادة الوزير, الذين عشقوا الحضارة و العمران هم أجداد بني ميزاب المُعمّرين البُناة أينما حلوا و إرتحلوا, هؤلاء الذين تقترح اليوم القضاء على مؤسساتهم بإخضاعها لسلطة الدولة و كأنها مؤسسات أجنبية و هذا لتجاهلكم خصائص بني ميزاب الحضارية, و نظمهم الإجتماعية و التربوية الرائدة .
- كنا نظن, و أنتم تحتلون مكانة مرموقة في هرم السلطة, بدل أن تُشغلوا فكركم المكدود بالتخطيط لإزالة بني ميزاب من خريطة منطقتهم "بالدمج" و الذوبان في العائلة الكبرى , وتصرون على أن الخلاف بين المتساكنين خلاف مذهبي بين مالكية و إباضية و أطفال المدارس يتساءلون لماذا نجم الخلاف المذهبي الآن و بالتحديد ؟ !
- كنا نتمنى يا حضرة الوزير أن يكون قراركم بالعكس تماما هو تعميم تجربة وادي ميزاب و نظامهم الرائع على كل المؤسسات في الجزائر , إجتماعا و تربية و عمرانا و إقتصادا, ألا تقرأون عن إعجاب العالم مشرقا و مغربا بهذا النظام الحضاري الفريد ؟ !
إن حضارة الميزابيين و تقدمهم و تكافلهم أضحى مضرب المثل أحب من أحب و كره من كره. وتلك نعمة إلاهية تبهر الأنفاس, ولا ينكرها إلا جاحد او د سّاس .
- كنا نتمنى أن تشيدوا بموقف بني ميزاب المتعقل إبان هذه الفتنة العمياء, وصبرهم الطويل على الإجرام و الظلم الفاضح الذي شارك في إيقاد ناره حتى بعض أئمة المساجد المتعصبين من المالكية وهم ينتمون إلى وزارة الشؤون الدينية الجزائرية ! ؟
- أنصحكم سيادة الوزير, إن كنتم تقبلون النصيحة , بدل إهتمامكم بالتخطيط الماكر للقضاء على مساجد الإباضية و مؤسساتهم التربوية أن تهتموا قليلا بإرجاع سلطة المالكية و المذهب المالكي الذي أخذ يزول و يفنى شيئا فشيئا من مساجد الجزائر في أعقاب حملة " وهابية " شرسة يقال عنها " سلفية " حتى بات الجزائري المسكين يتصيد فتاواه الشرعية من مرجعيات حاقدة ماكرة, دأبها زرع الفتن بين المسلمين شرقا و غربا, وما حيلة المواطن المسكين عندما يفقد المرجعية الدينية الراشدة في و طنه ؟ !
- إعملوا ياسيادة الوزير, بإعتبار مكانتكم السامية, على إرجاع مجد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فهم وحدهم القادرون على بث الوحدة و الألفة بين المتساكنين لا في غرداية وحدها, بل في سائر أنحاء القطر على مختلف مشاربهم و مذاهبهم , و مناطقهم, ودعكم من خرافة سلطة حزب عتيد عفى عليه الزمن ولم يبق منه سوى صراع بين ديناصوراته , و قاروناته . فإن الذي يهمنا جميعا و قبل كل تخطيط أو إعتبار هو أمن الجزائر و سلامتها , ووحدة ترابها , وحصانة حدودها و إستقرارها .
إعملوا يا هداكم الله بمقولة المصلحين الكبيرين إبن باديس و أبي اليقظان " نعمل لصالح الجزائر على أساس أنت أنت و أنا أنا "
وسلام عليكم وعلى كل مخلص محب للجزائر .

مواطن بسيط :محمد صالح ناصر .

الجزائر 22-07-2014

إضافة تعليق